الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية اتهامات بتعذيب عناصر خليتي باردو والقيروان بفرقة القرجاني ونقابيون يكشفون

نشر في  15 أكتوبر 2015  (14:28)

أثارت تصريحات رئيس مرصد استقلال القضاء احمد الرحموني ردود أفعال كثيرة، خاصة بعد ما كشفه القاضي الرحموني من معلومات تهم تعرض بعض الموقوفين في قضية باردو الى عملية تعذيب من قبل أعوان فرقة القرجاني، حيث اتهم البعض الرحموني بمحاولة تبييض الارهاب والارهابيين وبميولات سياسية مقنعة وبمحاولته ضرب وحدة الصف الأمني وخاصة الفرقة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية بالقرجاني.
الجمهورية سعت الى تسليط الضوء على هذه التصريحات الخطيرة وعلى الاشكال الحاصل بين المؤسستين القضائية والأمنية خاصة بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين وتكرر حملات التشكيك .
أحمد الرحموني: ممارسات التعذيب موثقة والنقابيون مجرد بوق لوزارة الداخلية 
في البداية كان لنا اتصال برئيس مرصد استقلال القضاء احمد الرحموني الذي أفادنا أن كل ما صرح به موثق وموجود على مكتب وكيل جمهورية تونس، وأن ممارسات التعذيب "الفضيعة" ضد الموقوفين موثقة وعقدت في شأنها عديد الاجتماعات وأن رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والعدل على علم بها وانه وقعت معاينتها من قبل القاضي ورفع في شأنها تقرير الى وكالة الجمهورية
وبخصوص الاتهامات التي طالته ذكر محدثنا أن بعض النقابيين وعلى رأسهم الحبيب الراشدي والصحبي الجويني وعصام الدردوري يرددون رواية وزارة الداخلية، مبينا ان الحملة ضدّ القضاة هدفها تحويل وجهة بعض الملفات الارهابية، وأن هؤلاء هم مجرد جوقة وبوق لفرض رواية ووجهة نظر وزارة الداخلية وناجم الغرسلي
وذكر الرحموني أن وزير الداخلية لا يمكنه نفي التعذيب الذي نفذه أعوان فرقة القرجاني بتعليمات صادرة عن مسؤوليين في الفرقة وذلك لأنه وقع تمكينه من كل التقارير، مضيفا أن المسألة أكبر وأعمق من اتهامات بعض الاعوان، مبينا ان وزير الداخلية اتهم اواخر مارس 2015 مجموعة من الأشخاص على رأسهم محمد أمين القبلي بالضلوع في عملية باردو ليتبين أن عملية باردو مرتبطة بحادثة سوسة وبعد القيام بتحريات فنية وأمنية بمساعدة وحدة مقاومة الارهاب بالحرس الوطني تم اطلاق القبض على مجموعة اخرى بعد توفر الأدلة والحجوز والشهادات، في الاثناء تم اطلاق سراح القبلي وباقي المجموعة لكن تبين في الاثناء ان هذه المجموعة تعرضت الى التعذيب ليقع الاذن بفتح بحث، مبينا أن هذا المحضر وقع الاستيلاء عليه من قبل احد المسؤولين بفرقة القرجاني ليتم تسليمه الى التفقدية العامة بوزارة الداخلية التي اذنت هي الاخرى بفتح بحث ليس في قضية التعذيب بل في من اذن بفتح بحث التعذيب، واكد الرحموني أن من اشرف على هذا البحث تم عزله كما قامت الوزارة بعديد التغييرات على مستوى المسؤولين وبترقية العناصر المتسببة في التعذيب
وفي الختام دعا أحمد الرحموني ناجم الغرسلي بضرورة التحدث وتوضيح بعض المسائل لا ان تكلف الوزارة بعض الأبواق للقيام بحملات اعلامية ضدّ القضاة
عصام الدردوري: هذه حقيقة خليتي باردو والقيروان التي تم اطلاق سراح عناصرها
وردا على هذه الاتهامات أكد رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن النقابي الأمني عصام الدردوري أن تصريحات الرحموني تتضمن تحريضا مباشرا على أعوان وإطارات الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالقرجاني، وأنها لا تمت للواقع بصلة حيث تندرج في اطار التحريض الواضح على احدى أهم الوحدات الأمنية التي بذلت ولازلت تبذل مساعي كبرى من أجل القضاء على الجريمة الارهابية في تونس، وبين الدردوري أن ادعاء ممارسة التعذيب على موقوفي ما يعرف بخليتي القيروان وباردو هي اتهامات واهية ومجرد مسرحية سيئة الاخراج سبق وأن تعمد نسج خيوطها بعض الحقوقيين المتعاطفين مع الارهابين عبر توظيف صور مفبركة .
ودعا رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن لتشكيل لجنة برلمانية مستقلة للنظر في التعاطي الأمني والقضائي مع ما يسمى بخليتي باردو والقيروان،مؤكدا أن العناصر الإرهابية هي المستفيدة الوحيدة من هذه التجاذبات الحاصلة بين المؤسستين الأمنية والقضائية.
من جهة أخرى أفادنا محدثنا أن عمل الذات البشرية يبقى نسبيا، مشيرا الى أنه وكما يعترف الجهاز الأمني بارتكاب بعض الأخطاء المهنية على بعض القضاة الاعتراف أيضا بذلك، مضيفا أن تعاطي بعض القضاة مع ملف الارهاب لم يكن بالكيفية المطلوبة، مبينا أن هذا الكلام لا يعني مناقشة القرارات القضائية من حيث المبدأ بل ممارسة لحق النقد على مؤسسة عمومية وليس مؤسسة قطاعية خاصة .
وأكد عصام الدردوري أن تصريحات أحمد الرحموني وغيره من شأنها خلق أزمة ثقة بين المؤسستين الأمنية والقضائية والمستفيد الأوّل منها هو العناصر الارهابية التي تعمل جاهدة على هدم مؤسسات الدولة باستعمال السلاح وقد تجد البديل لها في هذه الحملات المسيئة والمحرضة من اشخاص يفترض أن يكونوا على مستوى عال لتحمل المسؤولية .
وبين الدردوري ان كل ما يخشاه اليوم هو ان يطّلع القضاء الدولي في اطار نيابة دولية على ما ارتكبه احد القضاة من أخطاء كارثية ساهمت في اطلاق سراح محمد أمين القبلي متزعم الخلية التي نفذت عملية باردو وراح ضحيتها أفراد من جنسيات مختلفة.

الحبيب الراشدي: الرحموني دافع بشراسة عن المورطين في الارهاب
من جهة اخرى أكد النقابي الامني وكاتب عام جمعية “مراقب” الحبيب الراشدي أن هجوم أحمد الرحموني على الوحدة الوطنية للأبحاث فى القضايا الارهابية بالقرجانى يرتقي الى اتهامات ايمان الطريقى مضيفا أن الرحموني دافع بشراسة عن المورطين فى الارهاب.
وذكر الراشدي انه لم ولن يدافع عن التعذيب الذي طالما ندد به مبينا انه يسعى اليوم صحبة عدد من النقابيين الى التصدي لفتنة يريد البعض احداثها بين المؤسستين القضائية والأمنية .
وذكر الراشدي أن الرحموني نسب تجاوزات وهمية للأمنيين وكأنه تحول الى مدافع شرس عن الدواعش على حد تعبيره وتحدى محدثنا أحمد الرحموني ان يقوم بذكر أسماء الذين تمت ترقيتهم أو الذين تم عزلهم في قضية تعذيب الموقوفين على خلفية أحداث باردو أو صدور تعليمات من قبل قيادات أمنية بانتهاج التعذيب للحصول على اعترافات، وبين الحبيب الراشدي انه بان بالكاشف أن الرحموني يتكلم من فراغ مشيرا الى أن تهمة التعذيب يثبتها القضاء والطب الشرعي وهو ما لم يحصل في ما عرف بخليتي باردو والقيروان، وذكر ان اطلاق سراح محمد امين القبلي هي هفوة واجراء ليس في محله وطالب الراشدي بلجنة مستقلة للبحث في اطلاق سراح هذا الأخير أو غيرهم مما تم العثور عليهم اثر ذلك في الشعانبي وفي بؤر التوتر.
رد وزارة الداخلية
وقصد معرفة موقف وزارة الداخلية من اتهامات أحمد الرحموني لأعوان وإطارات الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، كان لنا اتصال بالمكلف بالاعلام بالوزارة وليد الوقيني الذي اكتفى بالتأكيد أن هذا الملف عند القضاء وهو الوحيد المخول له الحكم فيه، مبينا ان الحملة الأخيرة لا تستهدف فرقة القرجاني فحسب بل المؤسسة الأمنية ككل، وذكر الوقيني أن القضاء سيبرز وجود تعذيب من عدمه وفي صورة عدم ثبوت تورط الأعوان في التعذيب لوزارة الداخلية الاحتفاظ بكل حقوقها في الادعاء بالباطل .
من جهة أخرى اكد الوقيني أن رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء احمد الرحموني ليس مخوّلا له الحديث في موضوع بيد القضاء، وأضاف قائلا بان وزارة الداخلية مؤسسة تحترم نفسها وتحترم كل المؤسسات .
من هم عناصر خليتي باردو والقيروان الذين تم اطلاق سراحهم؟
• محمد أمين بن عبد الرؤوف القبلي متزعم الخلية الذي أفرج عنه هو من مواليد 1990 تم ايقافه في اطار كمين محكم أعدته الوحدة الوطنية للابحاث في الجرائم الارهابية بالقرجاني بمقتضى الانابة العدلية التي تعهدت بموجبها البحث في العملية الارهابية التي جدت في باردو
• المدعو عثمان بن غربية كان على علاقة بالارهابي ياسين العبيدي أحد منفذي العملية وتعرف على العنصر الأخير عن طريق محمد أمين القبلي
• ياسين العبيدي أعلم عثمان بن غربية بالمخطط الارهابي قبل أسبوعين من تنفيذ العملية كما وقع تكليفه برصد ومراقبة الحضور الأمني على مستوى المتحف ومجلس النواب في مناسبتين ( 7 مارس 2015ـ 9 مارس 2015) بواسطة دراجته النارية وتقديم نتائج الرصد لياسين العبيدي
• الارهابي عثمان بن غربية حضر اجتماعين تنسيقيين بمقر الشعبة القديمة بجهة كرش الغابة وذلك رفقة كل من محمد أمين القبلي وجابر الخشناوي وياسين العبيدي وماهر القايدي وحسام السويبقي وإلياس كشرودي وعبد المنعم المولهي، وقد وقع تقسيم الأدوار بين المجموعة في شكل 4 خلايا وهي خلية التخطٌيط وتضم كلا من ماهر القايدي ومحمد أمين القبلي وخلية الرصد والدعم وتضم كلا من عثمان بن غربية ومجموعة أخرى وخلية التنفيذ وتضم ياسين العبيدي وجابر الخشناوي وخلية تأمين الانسحاب وتضم عنصرين مغربيين
• محمد أمين القبلي بعد إيقافه تمت مكافحته (عملية المكافحة موثقة بالصوت والصورة) باعترافات عثمان بن غربية وأكد صحة ما نسب إليه كما اعترف بنشاطه صلب تنظيم أنصار الشريعة المحظور وأكد مقابلة الارهابي الجزائري خالد الشايب المكنى بلقمان أبو صخر سنة 2014 بسيدي بوزيد وذلك بالتنسيق مع ياسين العبيدي
كما توجّه خلال شهر سبتمبر 2014 رفقة الارهابيين ياسين العبيدي وماهر قايدي إلى داموس بجهة جبلية بماطر لاستخراج 10 أسلحة كلاشنكوف ورمانات يدوية
محمد أمين القبلي خطط مع كل من ياسين العبيدي وماهر القايدي وجابر الخشناوي ومحمد المناعي لاستهداف إحدى المنشآت السياحية والثقافية أو التجارية في سيدي بوسعيد أو تونس الكبرى أٌياما قليلة اثر عملية باردو بواسطة 3 قطع كلاشنكوف وقعت تخبئتها بمنطقة أثرية بسيدي بوسعيد وقدم علامات دالة عن مكان الأسلحة
كما اجتمع مساء 15 مارس بالمدرسة الاعدادية بجهة كرش الغابة بكل من ياسين العبيدي وجابر الخشناوي وحمزة طعم الله وأكد أٌيضا أن سلاحي كلاشنكوف خبأهما سيف الدين العياري بمنزله الكائن بجهة باردو والذي تربطه علاقة وطيدة بياسين العبيدي.

سناء الماجري